يا أصدقائي محبي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، معكم أخوكم إبراهيم، ولدي اليوم أخبار رائعة ومثيرة جداً تخص المساعد الذكي "كلود" من شركة أنثروبيك. يبدو أن كلود لن يكتفي بكونه مجرد مساعد ذكي يجيب على أسئلتنا، بل سيصبح جزءاً لا يتجزأ من أدوات عملنا اليومية بفضل ميزة "التكاملات" الجديدة! دعونا نتعمق في التفاصيل ونرى كيف سيغير هذا قواعد اللعبة في بيئة العمل.
كلود يتحدث لغة أدواتك: مرحباً بعصر التكامل الذكي!
تخيلوا معي هذا السيناريو: أنتم تعملون على مشروع معقد، وتستخدمون مجموعة من الأدوات المختلفة لإدارة المهام، ومتابعة تقدم الفريق، وتوثيق المعلومات. بدلاً من التنقل بين هذه الأدوات ونسخ ولصق المعلومات، ماذا لو استطاع مساعدكم الذكي "كلود" فهم سياق عملكم بالكامل والتفاعل مباشرة مع هذه الأدوات؟ هذا بالضبط ما تقدمه ميزة "التكاملات" الجديدة من أنثروبيك.
الفكرة ببساطة هي تمكين كلود من الاتصال بشكل آمن ومباشر بتطبيقات العمل التي نعتمد عليها يومياً. والقائمة الأولية للتطبيقات المدعومة تبدو واعدة جداً، حيث تشمل أسماء كبيرة مثل أدوات أتلأسيان (جيرا وكونفلوينس) التي يعشقها مديرو المشاريع وفرق التطوير، ومنصة الأتمتة الخارقة Zapier، وأدوات التواصل مع العملاء مثل Intercom، بالإضافة إلى Asana، و Square، و Sentry، و PayPal، وغيرها. وقريباً، سينضم إليهم Stripe و GitLab أيضاً!
ما الفائدة الحقيقية من هذه التكاملات؟
قد يتساءل البعض: ما الجديد في ذلك؟ الجواب يكمن في كلمة واحدة: السياق. عندما يتمكن كلود من قراءة تاريخ مشروعك في جيرا، أو الاطلاع على قاعدة معارف فريقك في كونفلوينس، أو التحقق من تحديثات المهام في أسانا، فإنه يتوقف عن التخمين ويبدأ بالفهم الحقيقي لما تعمل عليه. هذا الفهم العميق هو ما يحول كلود من مجرد مساعد إلى متعاون حقيقي وخبير.
شخصياً، أرى أن هذا التكامل سيحدث ثورة في طريقة إنجازنا للمهام. فكروا في الإمكانيات:
- مع Zapier: يمكنك أن تطلب من كلود شفهياً تشغيل سلسلة من الإجراءات المعقدة عبر آلاف التطبيقات المرتبطة بـ Zapier. مثلاً، اطلب منه جلب أرقام المبيعات الأخيرة، والتحقق من جدول مواعيدك، وإعداد ملخص لاجتماع قادم، كل ذلك دون أن تضطر لفتح أي تطبيق بنفسك! يا لها من راحة وكفاءة!
- مع أدوات Atlassian (Jira و Confluence): سيصبح كلود مساعداً لا يقدر بثمن. يمكنه المساعدة في صياغة مواصفات المنتجات، أو تلخيص وثائق كونفلوينس الطويلة لتوفير وقتك الثمين، أو حتى إنشاء مجموعة من تذاكر جيرا المترابطة دفعة واحدة. بل قد يتمكن من اكتشاف العقبات المحتملة في المشروع من خلال تحليل البيانات المتوفرة.
- مع Intercom: إذا كنتم تستخدمون Intercom للتواصل مع العملاء، فهذا التكامل سيغير قواعد اللعبة تماماً. يمكن لكلود الآن العمل مع مساعد Intercom الذكي (Fin) لأتمتة المهام، مثل إنشاء تقرير خطأ برمجي تلقائياً في Linear إذا أبلغ عميل عن مشكلة. يمكنك أيضاً أن تطلب من كلود تحليل سجل محادثات Intercom لاكتشاف الأنماط، أو المساعدة في تصحيح المشكلات المعقدة، أو تلخيص آراء العملاء، مما يجعل رحلة تحويل الملاحظات إلى حلول أكثر سلاسة وفعالية.
الأجمل من ذلك أن أنثروبيك تسهل على المطورين بناء المزيد من هذه التكاملات المخصصة، مما يعني أننا قد نرى قريباً تكامل كلود مع الأنظمة الداخلية للشركات أو البرامج المتخصصة في مجالات معينة. الاحتمالات لا حصر لها!
ليس فقط تكاملات، بل بحث أعمق وأذكى مع كلود!
لم تتوقف أنثروبيك عند حدود التكاملات، بل قدمت أيضاً ترقية هائلة لميزة البحث في كلود. سابقاً، كان بإمكان كلود البحث في الويب وفي ملفات Google Workspace الخاصة بك، لكن الآن، مع وضع "البحث المتقدم" الجديد، أصبح بإمكانه الغوص في أعماق المعلومات بشكل لم يسبق له مثيل.
عند تفعيل وضع البحث المتقدم، يتعامل كلود مع الأسئلة الكبيرة والمعقدة بطريقة مختلفة. بدلاً من إجراء بحث واحد كبير، يقوم بذكاء بتقسيم طلبك إلى أجزاء أصغر، ويحقق في كل جزء بدقة وعمق – مستخدماً الويب، ومستندات جوجل، والأهم من ذلك، التطبيقات التي قمت بربطها عبر ميزة التكاملات – ثم يجمع كل هذه المعلومات في تقرير مفصل وشامل.
هل يستحق الانتظار؟
قد يستغرق هذا البحث المعمق بعض الوقت، ربما من 5 إلى 15 دقيقة للتقارير العادية، وقد يصل إلى 45 دقيقة للتحقيقات المعقدة حقاً. قد يبدو هذا وقتاً طويلاً للوهلة الأولى، ولكن قارنوه بالساعات التي قد تقضونها بأنفسكم في البحث اليدوي المضني وتجميع المعلومات! من وجهة نظري، هذه الدقائق القليلة هي استثمار رائع في الوقت والكفاءة.
والأهم من ذلك، يمكنكم الوثوق بالنتائج. فعندما يستخدم كلود معلومات من أي مصدر – سواء كان موقعاً إلكترونياً، أو مستنداً داخلياً، أو تذكرة جيرا، أو صفحة كونفلوينس – فإنه يوفر لكم روابط واضحة ومباشرة للمصدر الأصلي. لا مزيد من التساؤل عن مصدر معلومات الذكاء الاصطناعي؛ يمكنكم التحقق بأنفسكم بسهولة.
خلاصة القول: كلود يرتقي بمستوى المساعدة الذكية في العمل
يا جماعة، هذه التحديثات والتكاملات الجديدة تُظهر بوضوح أن أنثروبيك جادة في جعل كلود أداة احترافية ومفيدة حقاً في سياق العمل. من خلال السماح له بالاتصال المباشر بالأدوات التي نستخدمها بالفعل ومنحه قدرات تحليلية وبحثية أقوى، فإنهم يدفعون بكلود ليصبح أكثر من مجرد أداة ذكية لطيفة، بل جزءاً أساسياً لا غنى عنه في مجموعة أدوات المحترفين في العصر الحديث.
أنا شخصياً متحمس جداً لتجربة هذه الميزات الجديدة وأرى أنها ستمثل نقلة نوعية في كيفية تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاجيتنا وتبسيط مهامنا اليومية. يبدو أن مستقبل العمل بمساعدة الذكاء الاصطناعي أصبح أقرب مما نتصور! ما رأيكم أنتم بهذه التطورات؟ شاركوني آراءكم في التعليقات!