بريطانيا تخطو نحو ريادة صناعة الرقائق الأوروبية بمختبر الحزمة الإلكترونية الأول من نوعه

خبر رائع من بريطانيا: افتتاح أول مختبر لرقائق أشباه الموصلات بالشعاع الإلكتروني في أوروبا!

مرحباً يا أصدقاء، معكم إبراهيم، ولدي اليوم أخبار مثيرة جداً قادمة من المملكة المتحدة! لقد افتتحوا مؤخراً منشأة رائدة تعتمد على تقنية الحفر بالشعاع الإلكتروني (E-Beam lithography)، وهي مخصصة لتصنيع رقائق أشباه الموصلات التي سترسم ملامح مستقبلنا التكنولوجي. الأمر المدهش حقًا هو أن هذا المختبر هو الأول من نوعه في قارة أوروبا بأكملها، والثاني فقط على مستوى العالم بعد اليابان. هذا إنجاز كبير يستحق الإشادة!

ما هي قصة تقنية الحفر بالشعاع الإلكتروني هذه؟

دعوني أبسط لكم الأمر. تخيلوا أنكم تحاولون رسم تصميمات معقدة جداً، لكن بحجم أصغر آلاف المرات من شعرة الإنسان! هذا بالضبط ما تفعله هذه التقنية المذهلة، حيث تستخدم شعاعاً مركّزاً من الإلكترونات الدقيقة جداً لرسم هذه الأنماط المتناهية الصغر. إنها دقة خيالية بالفعل، وهي ضرورية لتصميم المكونات الميكروسكوبية داخل رقائق أشباه الموصلات التي نعتمد عليها في كل شيء تقريباً؛ من هواتفنا الذكية وأجهزة الألعاب، وصولاً إلى الماسحات الطبية التي تنقذ الأرواح وأنظمة الدفاع المتقدمة.

لماذا يعتبر هذا المختبر مهماً جداً لبريطانيا؟

بالنسبة لي، أرى أن هذه الخطوة أكثر من مجرد افتتاح مختبر جديد. صناعة أشباه الموصلات تمثل بالفعل قطاعاً حيوياً للاقتصاد البريطاني، حيث تساهم بحوالي 10 مليارات جنيه إسترليني سنوياً. والأجمل أن هذا الرقم مرشح للزيادة بقوة، وقد يصل إلى 17 مليار جنيه إسترليني بحلول نهاية العقد الحالي. هذا يعني أن تعزيز هذا القطاع يمثل فرصة ذهبية للمملكة المتحدة، ليس فقط للتفاخر بقدراتها في التصنيع المتقدم، بل أيضاً لخلق فرص عمل ذات قيمة عالية وتحقيق نمو اقتصادي حقيقي وملموس. أعتقد أنها خطوة ذكية واستراتيجية للمستقبل.

لكن هناك تحدٍ: فجوة المهارات

مع كل هذا الحماس، لا يمكننا أن نغفل عن التحديات. فمع إطلاق هذه المنشأة المتطورة في ساوثهامبتون، ظهرت دراسات حديثة تسلط الضوء على عقبة كبيرة تواجه صناعة الرقائق المتنامية في بريطانيا، وهي نقص الكفاءات والأيدي العاملة الماهرة. نعم، نحن نتحدث عن "فجوة مهارات" حقيقية. وعندما نعلم أن كل شخص يعمل في هذا المجال يساهم بما يقرب من 460 ألف جنيه إسترليني في الاقتصاد سنوياً، ندرك مدى أهمية سد هذه الفجوة بشكل عاجل. هذا تحدٍ جدي يجب التعامل معه بحكمة.

خطة الحكومة: الاستثمار في الكفاءات البشرية

الجميل في الأمر أن الحكومة البريطانية لا تكتفي بالاعتراف بالمشكلة، بل تضع الحلول موضع التنفيذ. لقد خصصوا حزمة مالية بقيمة 4.75 مليون جنيه إسترليني لدعم المهارات في قطاع أشباه الموصلات. الفكرة هي بناء جيل جديد من المتخصصين وتزويد الجامعات المرموقة مثل جامعة ساوثهامبتون – التي تعتبر بالفعل مركزاً قوياً للابتكار في هذا المجال – بالموارد اللازمة، بما في ذلك مختبر الشعاع الإلكتروني الجديد والطلاب المؤهلين.

إليكم كيف سيتم توزيع هذا المبلغ، وهو ما أراه استثماراً ذكياً جداً:

  • جذب الطلاب الموهوبين (3 ملايين جنيه إسترليني): تخيلوا الحصول على 5000 جنيه إسترليني كدعم لدراستكم! هذا ما سيحصل عليه 300 طالب يبدأون دراسة الهندسة الإلكترونية والكهربائية هذا العام. سيحصلون أيضاً على وحدات تعليمية خاصة لتعريفهم بفرص العمل في مجال أشباه الموصلات، مع التركيز على تصميم وتصنيع الرقائق. خطوة رائعة لجذب الشباب!
  • تطوير المهارات العملية في تصميم الرقائق (1.2 مليون جنيه إسترليني): تعلم النظريات شيء، وتصميم رقاقة حقيقية شيء آخر تماماً. هذا الجزء من التمويل سيدعم دورات تدريبية عملية جديدة في تصميم الرقائق للطلاب (في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا)، بل وسيشمل تدريب المحاضرين أيضاً. كما يدرسون إمكانية إنشاء دورات تحويلية لجذب المواهب من مجالات أخرى إلى عالم الرقائق.
  • إلهام الجيل القادم (حوالي 550 ألف جنيه إسترليني): لبناء مستقبل قوي، يجب أن نبدأ من الصغار. يهدف هذا التمويل إلى منح 7000 مراهق (بين 15 و 18 عاماً) و 450 معلماً تجربة عملية حقيقية مع أشباه الموصلات، بالتعاون مع الشركات المحلية في مراكز صناعة الرقائق الحالية في بريطانيا مثل نيوبورت وكامبريدج وغلاسكو. الهدف هو تعريف الشباب بالمسارات المهنية الرائعة المتاحة لهم.

رأيي في المستقبل: تكنولوجيا متقدمة وكفاءات واعدة

في رأيي الشخصي، إن الأمل معقود على أن هذا الدعم الموجه سيمنح قطاع أشباه الموصلات في بريطانيا القوة العاملة الماهرة التي يحتاجها للنمو والازدهار. الأمر يتعلق بتشجيع المزيد من الطلاب على الانخراط في هذه المهن القيمة، ومساعدة الشركات في العثور على الكفاءات التي تحتاجها بشدة، وضمان بقاء المملكة المتحدة في طليعة التقنيات التي ستشكل اقتصاد الغد. إنها معادلة ناجحة: تكنولوجيا فائقة التطور واستثمار موازٍ في العقول التي ستشغلها.

دور ساوثهامبتون المحوري

لا يمكننا الحديث عن هذا الإنجاز دون الإشارة إلى الدور الكبير لجامعة ساوثهامبتون ومركز أبحاث الإلكترونيات الضوئية (ORC) فيها. إن وجود هذا المختبر الجديد يعزز مكانتهم كأصحاب لأكثر الغرف النظيفة تطوراً في الأوساط الأكاديمية البريطانية. وهذا بدوره يفتح الباب أمام مجموعة واسعة من الأبحاث المبتكرة ذات الصلة بالصناعة، ويوفر التدريب اللازم والضروري جداً في مجال مهارات أشباه الموصلات.

ختاماً، أعتقد أن وضع أدوات عالمية المستوى بين أيدي الباحثين، مع الاستثمار في نفس الوقت في الأشخاص الذين سيستخدمونها، هو الطريق الصحيح لترسيخ ريادة المملكة المتحدة في مجال رقائق أشباه الموصلات. إنه لأمر ملهم أن نرى مثل هذه الخطوات الجريئة نحو المستقبل التكنولوجي!

author

دروس تقنية

دروس تقنية هي مدونة عربية تهتم بالمجال التقني. وتقدم شروحات ويندوز و اندرويد كما تشرح طرق الربح من الانترنت للمبتدئين وكل مايتعلق بالتكنولوجيا.

أحدث أقدم
Download

نموذج الاتصال